رحبت وزارة الخارجية الأمريكية باللقاء
الذي جرى أمس في مدينة نتيبي اليوغندية بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان
ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنجامين نتينياهو.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان
صحفي الليلة الماضية إن وزير الخارجية مايك بومبيو شكر الرئيس البرهان على خطوته
نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل من خلال الذي جري في أوغندا بدعوة من الرئيس يوري
موسفيني.
وأضافت الخارجية الأمريكية في بيانها ان
بومبيو كان على علم مسبق باللقاء، فيما قال المتحدث باسم نيتنياهو إن رئيس الوزراء
الإسرائيلي تحدث مع بومبيو حول لقائه بالبرهان.
ونقلت وكالة انباء أوسشيتدبرس الأمريكية
مسؤول عسكري سوداني قوله أن اللقاء بين البرهان ونتينياهو تم بتنسيق من دولة
الإمارات العربية المتحدة لمساعدة السودان في مسعاه للخروج من قائمة الدول الراعية
للإرهاب نظرا للعلاقة الوئيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفيما لم يصدر اي رد فعل عربي رسمي حتى
الآن وصف الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بأنه طعنة في ظهر
الشعب الفلسطيني حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية وفا.
على ذات الوتيرة، استنكرت حركة حماس لقاء
البرهان ونتنياهو، قائلة إن هذه اللقاءات التطبيعية تشجع الاحتلال على مواصلة
جرائمه وعدوانه بحق شعبنا الفلسطيني، حسبما أورده الموقع الإلكتروني للحركة.
"جيروزالم بوست":
السودان مهم لـ( إسرائيل)
من جانبها قالت صحيفة
"جيروزالم بوست" الإسرائيلية إن
لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو برئيس مجلس السيادة السوداني عبد
الفتاح البرهان يأتي في اطار سعى إسرائيل المستمر
لتكوين علاقات دبلوماسية وسياسية مع دول الشرق
الأوسط، فبعد الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لعُمان في
أكتوبر 2018، وتجديد إسرائيل علاقتها من تشاد في 2019، التقى نتانياهو برئيس المجلس
الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان.
ورجحت الصحيفة
الإسرائيلية بحسب قناة الحرة الأمريكية أن
يكون اجتماع نتانياهو بالبرهان في أوغندا "بالون تجربة" لمزيد من العلاقات
الإسرائيلية في الشرق الأوسط، ويمكن أن يساعد السودان في إعادة علاقاتها مع واشنطن
وبلدان أخرى.
وكان نتانياهو قد
أعلن في تغريدة على حسابه في تويتر أنه التقى البرهان في العاصمة الأوغندية عنتيبي،
وقال "اتفقنا على بدء تعاون يفضي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين".
أهمية السودان
وأضافت الصحيفة أن السودان له صلات بالتاريخ الإسرائيلي،
فلقد فر اليهود الإثيوبيون إلى إسرائيل عبر السودان في الثمانينيات، كما التقى الزعيم
السوداني السابق جعفر نميري مع أرييل شارون، وزير الدفاع آنذاك لمناقشة النقل الجوي
لليهود الإثيوبيين في ذلك الوقت.
وأشارت الصحيفة الى أن السودان بلد مهم إسرائيل، لأنه جزء من جامعة الدول
العربية ولأنه مركزاً للتنافس بين الرياض وأنقرة، ويختلف بعض الشيء عن بعض دول إفريقيا
جنوب الصحراء الكبرى لأنه يمتلك قدمًا في كل من إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي.
ويعتبر الاجتماع
الإسرائيلي السوداني بعد تجديد إسرائيل علاقتها مع تشاد دليل على التوغل الإسرائيلي
في أفريقيا، وتوسيع علاقتها مع دول القارة، بحسب الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن
خطة السلام الأميركية، التي حضرها سفراء ثلاث دول عربية، كانت ستساعد في تغيير شكل
العلاقات العربية الإسرائيلية، لكن الجامعة العربية رفضت هذه الخطة، وما زالت تتمسك
بمبادرة السلام العربية لعام 2002.
كما أشارت الصحيفة
إلى إن التهديد الإيراني والاختلافات بين المملكة العربية السعودية وقطر والخلافات
بين مصر وتركيا بشأن ليبيا ومجموعة من القضايا الأخرى، تجعل إسرائيل أقرب إلى مصالح
الدول العربية.
والمفارقة في الاجتماعات
رفيعة المستوى مع عُمان، والسودان، هي أن إسرائيل نادراً ما تعقد اجتماعات رفيعة المستوى
مع مصر والأردن، وهما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتين تربطهما بإسرائيل معاهدات
سلام.
علاقات معقدة
وترى الصحيفة أن
العلاقات بين دول الشرق الأوسط معقدة، فالمملكة العربية السعودية تشكل مع الإمارات
العربية المتحدة ومصر والبحرين كتلة صلبة، وتشكل تركيا وقطر كتلة أخرى، ثم هناك الدول
المنقسمة، والأحزاب الشيعية والموالية لإيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وأكدت الصحيفة أن
اجتماع أوغندا تاريخي، وسيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان هناك شيء آخر سينبثق
عنه، كما كان اجتماع عُمان مهم أيضاً، لكن لم يكن واضحًا ما إذا كان قد تم بناء أي
شيء عليه.
تعليقات
إرسال تعليق