"سودان نيوز مونيتور" تنشر نص بيان لجنة التحقيق ول أحداث الأبيض

"سودان نيوز مونيتور" تنشر نص بيان لجنة التحقيق حول أحداث الأبيض
فيما يلي تورد سودان نيوز مونيتور نقلا عن  (سونا) نص بيان لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري الانتقالي حول أحداث مدينة الأبيض

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري الانتقالي حول أحداث مدينة الأبيض

يوم الأثنين الموافق 29 يوليو 2019م

قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) صدق الله العظيم الآية (72) سورة الأحزاب

المواطنون الشرفاء: بدءاً نعزي أنفسنا وأهلنا الكرام في السودان وولاية شمال كردفان وبالأخص مدينة الأبيض في شهدائنا من الطلاب والمواطنين في الأحداث الأخيرة المؤسفة التي وقعت بمدينة الأبيض في التاسع والعشرين من شهر يوليو 2019م سائلين الله لهم المغفرة والرحمة والجنات العلى ولجرحانا الشفاء العاجل.

ونحيي أهلنا الكرام في هذه الولاية على صبرهم وضربهم لأروع الأمثال والصمود في أحلك الظروف وأشد المحن منذ إندلاع ثورة أبريل فهي ولاية التاريخ العظيم منذ ملحمة شيكان.

وانطلاقاً من أمانة التكليف وحفظ الأرواح وإقامة العدل ودعماً للجنة التي شكلها والي ولاية شمال كردفان المكلف، أصدر السيد رئيس المجلس الانتقالي قراراً بتشكيل لجنة عليا لتقصي الحقائق برئاسة رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري الانتقالي وعضوية ممثلي المنظومة الأمنية، وقد وصلت اللجنة منذ نهار الثلاثين من شهر يوليو 2019م إلى مدينة الأبيض وباشرت عملها في تقصي الحقائق بكل حيادية وتحمل للمسئولية انطلاقاً من حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وانطلاقاً من القسم الذي أديناه بأن نكون حراساً على أمن وسلامة المواطن واستقرار الوطن واستشعاراً بالمسئولية الملقاة على عاتقنا في الحياد التام دون محاباة لأحد أو جهة.

وبعد مواصلة الليل بالنهار خلال الاجتماعات وجمع المعلومات والتقصي التام من شهود العيان وبعض الوسائل التي تحقق العدل والشفافية تجاه الدماء التي سالت توصلت اللجنة للتالي:-

أولاً: بتاريخ 29 يوليو 2019م خرجت مسيرة سلمية للطلاب بمدينة الأبيض وأثناء سيرها بسوق المدينة تم اعتراضها بالعصي والهروات من قبل قوة تأمين البنك السوداني الفرنسي التابعة لقوات الدعم السريع وحجمها سبعة أفراد، بالإضافة إلى عربة لاندكروزر مسلحة، هذا التصرف أدى إلى رد فعل بقيام بعض الطلاب برشق هذه القوات بالحجارة مما دفع بعض أفراد هذه القوة بتصرف فردي لاطلاق أعير نارية تجاه المتظاهرين، أصيب تسعة أفراد من قوات الدعم السريع وثلاثة من أفراد القوات المسلحة وفرد من الشرطة وتحطيم واجهة قسم الشرطة الشمالي.

ثانياً: تم التعرف على مرتكبي هذه الحادثة من القوة التي كانت تعمل في حراسة البنك السوداني الفرنسي بسوق مدينة الأبيض، حيث أطلقوا الرصاص الحي مما أدى إلى الخسائر المؤسفة التالية:-

1- الشهداء خمسة إضافة إلى شهيد آخر توفي اليوم الموافق 31 يوليو 2019م بالخرطوم متأثراً بجراحه.

2- الجرحى  عشرون جريحاً وهم المحجوزون حتى الآن بمستشفى الأبيض.

3- هنالك عدد من المصابين بجروح طفيفة تم علاجهم وإخلاء سبيلهم.

ثالثاً: تم التحفظ على جميع أفراد الحراسة وهم سبعة أفراد وحسب توجيه قوات الدعم السريع تم رفتهم من القوة وتسليمهم للنيابة العامة بولاية شمال كردفان لإكمال إجراءات التحقيق والمحاكمة.

رابعاً: سيتم التحقيق في قصور خطة التأمين الذي أدى إلى عدم السيطرة على هؤلاء الأفراد قبل وأثناء هذه الأحداث.

خامساً: استشعاراً بالمسئوليات وتحقيقاً للعدالة وجهت قيادة المجلس العسكري الانتقالي بالإسراع في تكملة الإجراءات القانونية ومحاكمة المتهمين الذين تسببوا في هذه الأحداث المؤسفة وليس هنالك كبيرا على القانون.

سادساً: إذ نؤكد أن القوات المشتركة المكلفة بتأمين مدينة الأبيض والمتمثلة في القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وقوات الشرطة تعمل في تناسق تام منذ اندلاع الاحتجاجات في ديسمبر الماضي وتقوم على تأمين وحماية المواطنين وممتلكاتهم والمنشآت الحيوية وبرز ذلك جلياً  من خلال التجاوب الإيجابي بين هذه القوات والمتظاهرين قبل وقوع الحدث المؤسف.

سابعاً: تأكد ضلوع مجموعة من الشباب قامت بإخراج طلاب المدارس للمشاركة في المظاهرات وبتحريض مباشر من معلمين (أسماؤهم معلومة) يتبعان للجنة المعلمين التابعة لتجمع المهنيين السودانيين جارٍ إتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.

كما قامت بعض العناصر التابعة لاتحاد المهنيين بضرب بعض المعلمات بمدرسة الأبيض الثانوية بنات والضغط عليهم لإخراج الطالبات للمشاركة في المظاهرة ونحمل هذه الجهات المسئولية الكاملة في إخراج الطلاب وتعريضهم للخطر وجارٍ التعرف عليهم لإتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.

ثامناً: اقتحمت مجموعة من المتظاهرين مبنى بنك الخرطوم فرع الأبيض وقامت بتدمير وإتلاف الأثاثات ونهب بعض الأجهزة والمعدات وحرق اثنين ماكينة صراف آلي تابعة للبنك بالإضافة للمستندات.

المواطنون الشرفاء: تعلمون أن القانون الدولي الإنساني يمنع الزج بالأطفال والطلاب في مثل هذه الأحداث واستخدامهم في العمل السياسي وحرمانهم من حقهم المشروع في التعليم، حيث تسببت هذه الأحداث المؤسفة في تعليق الدراسة بجميع المدارس بالسودان بعد أن بدأ العام الدراسي مستقراً في الوقت الذي تستشرق فيه بلادنا عهداً جديداً بالتوقيع على إتفاق سياسي شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع بلادنا الحبيبة.

كما أن المجلس العسكري الانتقالي يثمن دور المعلمين في تنشئة الأجيال من خلال الرسالة التعليمية العظيمة وأن ما يتعرض له المعلم في هذه الظروف من ضرب وإهانة أمام تلاميذه يفقد الرسالة التعليمية هيبتها.

نؤكد أن الوطن لا يحتمل التصعيد السياسي والأمني وكذلك حياة الناس ومعاشهم والكل يتمنى الوصول لتسوية سلمية تؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية حتى تشرع في الاستجابة لمطالب الشعب، كما أن التحول من السلمية إلى العنف باستخدام الملتوف والسلاح والنهب والسلب والتخريب سيجر البلاد لخيارات وحسابات يصعب معالجتها وسيكون ثمنها باهظاً على أبناء شعبنا من الشباب والطلاب والأطفال مستقبل هذه الأمة.

كما نؤكد أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وقوات الشرطة الموحدة وجهاز المخابرات العامة يعملون في منظومة أمنية متجانسة تتحلى بالروح الوطنية في الحفاظ على أمن واستقرار المواطنين ووحدة وسلامة الوطن ولن تتوانى قيادة هذه القوات في محاسبة من يتجاوز القانون والصلاحيات في كل مستوياتها.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين سائلين الله سبحانه وتعالى أن يحفظ السودان أمناً ورخاء واستقراراً.

والسلام عليكم ورحمة الله