تأملات ..جمال عنقرة السودان ومصر.. الإعلام رأس الرمح

لم أشا أن أتحدث عن زيارة الوفد الشعبي السوداني لمصر الذي أشارك فيه هذه الأيام مع نخبة من المهتمين بالتواصل السوداني المصري تحت مظلة مجلس الصداقة الشعبية العالمية، وبرئاسة العالم الجليل البروفيسور علي محمد شمو، ويشاركه في ذلك الأستاذ الجليل أحمد عبدالرحمن، وعضوية مميزة لا بد أن نشير منهم إلي الصديق السفير علي يوسف صاحب الفضل الأكبر في قيام هذا الوفد من بعد فضل الله، ولا بد أيضا من الإشارة إلي عضو نوعي في الوفد هو الأنبا صرابامون أنبا الكنيسة القبطية في أم درمان وعطبرة، وشمال السودان، وهو رجل محل تقدير كبير من الطائفة القبطية كلها، ولدي كثيرين من أهل السودان ومصر. وما جعلني احجم عن الكتابة طوال ايام الزيارة الماضية أني ما كنت أرغب في الكتابة عنها بالتجزئة، وقد كفاني الزملاء رؤساء التحرير في الرحلة بما تسطر أقلامهم كل يوم، ويشارك في الوفد الزملاء الأساتذة مصطفي ابوالعزائم، والهندي عز الدين، ومالك طه. بالإضافة إلي وفد قناة النيل الأزرق الفضائية الذي يرصد كل إيقاعات الوفد، الزملاء محمد عبدالرحمن، وموسى اندرية ومني الطيب. إلا أن لقاءنا يوم أمس مع أستاذ الأجيال مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام في مصر قد أجبرني علي الخروج من دائرة الصمت والحديث عن هذا اللقاء المهم الذي أتوقع أن يكون له ما بعده.
أعجبني في حديث أستاذنا مكرم الصراحة والوضوح، والنظر إلي الأمام، وهذا ما شاركه فيه كل الذين شاركوا في اللقاء من الجانب السوداني. وأكد الأستاذ مكرم أن المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام في مصر كان قد اتخذ قرارا صارما يحرم علي كل الصحافة والإعلام المصري المساس بعلاقة الشعبين والبلدين الشقيقين. واتفق الجميع علي ضرورة أن تقود الصحافة والإعلام في السودان ومصر حوارا جادا، وصريحا، وشفافا حول القضايا الملحة، وأن يكون الصحافيون والاعلاميون متقدمون علي السياسيين في ذلك. وكان الأستاذ مكرم قد أبان أنهم كانوا قد اتفقوا مع وزير الإعلام السوداني الدكتور أحمد بلال عثمان، ونقيب الصحفيين الأستاذ الصادق الرزيقي علي زيارة مصر، والجلوس مع نظرائهم في شمال الوادي للوصول إلي ميثاق شرف إعلامي مشترك. ونرجو أن يتحقق ذلك قريبا.
ولقد شجعني قول الأستاذ مكرم علي العمل لتفعيل رغبة السفير الحبيب الدكتور عبد المحمود عبد الحليم لتنظيم زيارات لصحفيين واعلاميين مصريين للسودان، لمزيد من المعرفة والتواصل، ولذلك قررت أن نحول وجهة وفدنا الإعلامي الذي نعد له في مركز عنقرة للخدمات الصحفية بمشاركة بعض الشركاء والرعاة للتحرك من السودان إلي مصر للتفاعل مع مكونات أرض الكنانة، لتكون وجهته من مصر إلي السودان ليعادل التجربة الأولي التي كانت من جنوب الوادي إلي شماله، وسوف ننسق ذلك مع سفيري البلدين الصديقين الحميمين، السوداني عبد المحمود عبد الحليم، والمصري أسامة شلتوت، والسفير الاستثنائي المحب، المحبوب السفير حسام عيسي مسؤول ملف العلاقة مع السودان وجنوب السودان في الخارجية المصرية، والمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام في مصر، والهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ومجلس الصداقة الشعبية العالمية في السودان، وغيرهم من شركاء الهم في وادي النيل.

تعليقات