"الشهادة السودانية" محاولة تفكير "خارج الصندوق"


وزيرة التربية والتعليم
الوليد مصطفى
مع مرور الزمن وثورة "التعليم العالي" و"التحولان الديمغرافية" في بلادنا، تضاعف عدد الطلاب الممتحنين للشهادة السودانية ، التي احتفظت بمكانتها وزاد لمعان بريقها  من عام الى آخر بل اصبحت جزءا لا بتجزأ من أمننا القومي.
اذكر جيدا عندما جلست لامتحان الشهادة السودانية في العام 1982 كان عدد الطلاب الممتحنين في كل السودان نحو اربعة عشرة ألف طالبا، اما هذا العام الذي تمتحن فيه إبنتي "إيناس" فعدد الطلاب المتحنين يتجاوز نصف مليون طالب جلسوا للامتحان في سبع مواد ، وبعملية حسابية بسيطة تكفلت وزارة التربية والتعليم بطباعة مايزيد عن أربعة ملايين صغحة لكل مادة باعتبار متوسط صفحات المادة الواحدة 8 صفحات وليبلغ عدد الصفحات المطبوعة لكل المواد نحو 28 مليون صفحة، وهذا يتطلب تكلفة مضاعفة في الترحيل والتأمين طوال ايام الامتحانات داخل وخارج السودان.
لاحظنا ان واقعة تسريب امتحانات "الكيمياء" استخدمت فيها وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التراسل الفوري "واتساب" _احدى افرازات ثورة المعلومات والاتصالات_، لماذا لا نستغل ذات الوسائل في تطوير نهجنا في الامتحانات، اذا كانت الصحافة الالكترونية تتقدم الآن على حساب الصحافة الورقية على نحو مذهل ، لماذ لا نفكر في الانتقال نحو الامتحان اللالكتروني ؟، فتكون الامتحانات "Online " وهذا يتطلب بالطبع تقنيات متطورة وامكانيات تأمينيه عاليه ،مع التطور التقني أصبحت  العديد من المدارس تستخدم الان ما يسمى "السبورة الالكترونية"لماذا لا نفكر في تخزين أسئلة مواد  الامتحانات في حاسوب مركزي محصن ويتم ارسالها موعد بداية الامتحان  استقبالها عبر اجهزة "لوحية" أو هواتف نقالة  تملك للطلاب، فيجيبوا من مراكز الجلوس للامتحانات على الاسئلة "Online " تماما مثل ما يفعل طالب التأشيرة لأي بلد أوربي أو غربي  فطالب التأشيرة للولايات المتحدة على سبيل المثال يجيب على نحو مئة سؤال أو يزيد  اون لاين ، فتكلفة الورق والطباعة والترحيل وتأمين الترحيل يمكن ان تغطي تكلفة الاجهزة التي يستخدمها الطلاب سواء كانت اجهزة لوحية او حواسيب متنقلة لاب توب او هواتف نقالة.
وثمة فكرة اخري وهي ارسال الاسئلة من المركز ساعة امتحان المادة المحددة  عبر دوائر تلفزيونية مغلقة الي قاعات الامتحانات،ويتم استقبالها على "الهواء مباشرة" اما من خلال  السبورة الالكترونية" آنفة الذكر ، أو 'شاشات كبيرة" توضع  داخل قاعات الامتحانات ويجيب الطلبة علي الاسئلة في كراسات اجابة ورقية. 
قد تبدوا هذه الافكار ضربا من الخيال في ظل واقعنا الراهن، لكن ثمة مؤشرات تدل على أن الأمر ليس كذلك، نحن على سبيل المثال بدأنا مشروع الحكومة الالكترونية، بل قطعنا فيه شوطا بعيدا، فخلال العامين المنصرمين نفذت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مشروع التقديم الالكتروني للجامعات والمعاهد العليا الذي تم بنجاح، ونفذت الادارة العامة للحج والعمرة مشروع التقديم الالكتروني للحج والذي تم ايضا بنجاح وبين هذه وتلك جاء مشروع أورنيك 15 الالكتروني ،  كل هذه مؤشرات تجعل من الامتحان الالكتروني أمرا ممكنا .  
ختاما قد يسأل سائل كم يبلغ عدد مستخدمي الانترنت الآن في السودان، وكم سيبلغ العدد عندما تنفذ شركات الاتصالات مشروعات ربط السودان بشبكات الألياف الضوائية وما مدى الاستفادة منها بعد ذلك في مشروع امتحان الشهادة الالكتروني وغيره من  المشروعات.؟.

تعليقات